... الكوخ المحترق ...
هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر ...
فأغرقتها ونجا بعض الركاب ...
منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به ...
حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة ...
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه ...
حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة ...
وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم ...
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر ...
وما يصطاده من أرانب ...
ويشرب من جدول مياه قريب وينام في كوخ صغير ...
بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحرالنهار ...
وذات يوم ...
أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلاً ريثما ينضج طعامه ...
الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة ...
ولكنه عندما عاد فوجئ بأن النار إلتهمت كل ما حولها ...
فأخذ يصرخ ...
لماذا يا رب ... حتى الكوخ إحترق ...
لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا ...
وأنا غريب في هذا المكان ...
والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه ...
لماذا يا رب ... كل هذه المصائب تأتي عليَّ ...
ونام الرجل من الحزن وهو جائع ...
وفي الصباح كانت هناك مفاجأة في إنتظاره ...
إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة ...
وتنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه ...
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة ...
أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه ...
... فأجابوه ...
لقد رأينا دخاناً ...
فعرفنا أن شخصاً ما يطلب الإنقاذ ...
فسبحان من علِم بحاله ورآى مكانه ...
سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم ...
إذا سائت ظروفك فلا تخف ...
فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك ...
وأحسن الظن به ...
وعندما يحترق كوخك ... إعلم أن الله ...
يسعى لإنقاذك ... بالوسلية التي يختارها لك ...
... ولكـن ...
إصبر ’‘ إصبر ’‘ إصبر ’‘
منقــول